المدرسة الرسمية للغات بطوخ طنبشا - تحت إشراف أ/ محمود عبد البصير محمود
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم ....
زائرنا الكريم يسرنا أن تنضم إلي أسرتنا لتستمتع بكل ما نقدمه من خدمات تعليمية وخاصة للتعليم العام ابتدائي واعدادي وثانوي ..والجامعي ايضا .. وكذلك الحوارات المفتوحة والجريئة ومنتدي الابداع للجميع والمنتدي الثقافي والديني العام لكل من لديه هواية او موهبة او موضوع للمناقشة في كل المجالات بالاضافة لعشاق الرياضة والفن والسياسة والاجتماع .... إلخ.
المشرف العام ..أ: محمود عبد البصير محمود
mab_eg

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

المدرسة الرسمية للغات بطوخ طنبشا - تحت إشراف أ/ محمود عبد البصير محمود
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم ....
زائرنا الكريم يسرنا أن تنضم إلي أسرتنا لتستمتع بكل ما نقدمه من خدمات تعليمية وخاصة للتعليم العام ابتدائي واعدادي وثانوي ..والجامعي ايضا .. وكذلك الحوارات المفتوحة والجريئة ومنتدي الابداع للجميع والمنتدي الثقافي والديني العام لكل من لديه هواية او موهبة او موضوع للمناقشة في كل المجالات بالاضافة لعشاق الرياضة والفن والسياسة والاجتماع .... إلخ.
المشرف العام ..أ: محمود عبد البصير محمود
mab_eg
المدرسة الرسمية للغات بطوخ طنبشا - تحت إشراف أ/ محمود عبد البصير محمود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
تهنئة من القلب
جميع العاملين بالمدرسة وأولياء الأمور يتقدمون بخالص التهاني لمدير المدرسة وللقائمين علي العمل بالمدرسة بمناسبة حصولهم  علي الجودة في التعليم
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

رؤية المدرسة ورسالتها
الرؤيـــــــــــــــة ********** بناء جيل قادر على المنافسة من خلال المشاركة المجتمعية واستخدام التقنيات التكنولوجية المتاحة في ظل قيادة وحوكمة رشيدة تعمل في ضوء المعايير القومية لجودة التعليم. ---------------------------------------------------------------------------- **************************************************************************** الرســــــــــــــالة ********** ربط العلوم المختلفة بحاجات المجتمع وجعل العلم هو الوسيلة الفاعلة فى إصلاح البيئة والتقدم بالوطن بتـنمية روح الولاء والانتماء لدى المعلمين والعاملين وذلك من خلال تفعيل دور المشاركة المجتمعية والتـنمية المهنية المستدامة للمتعلمين والعاملين على أحدث نظم التكنولوجيا وتفعيل استراتيجيات التعلم النشط وفق معايير نواتج التعلم المستهدفة
المواضيع الأخيرة
» davd copper field from 1,2,3,4,5,7 to8
سورة الانسان Emptyالأربعاء 15 نوفمبر 2023, 12:28 am من طرف mab_eg

» نتائج المدرسة للمرحلة الابتدائية نهاية العام 2014
سورة الانسان Emptyالثلاثاء 29 أبريل 2014, 1:00 pm من طرف mab_eg

» نتيجة نصف العام 2013/2014 للصفين الرابع والخامس الابتدائي
سورة الانسان Emptyالأربعاء 08 يناير 2014, 1:50 pm من طرف mab_eg

» نتيجة نصف العام للصفين الثاني والثالث الابتدائي 2013/2014
سورة الانسان Emptyالإثنين 06 يناير 2014, 11:06 pm من طرف mab_eg

» نتيجة الصفين الأول والثاني الاعدادي آخر العام 2013
سورة الانسان Emptyالإثنين 13 مايو 2013, 8:45 pm من طرف mab_eg

» نتيجة الصفين الرابع والخامس الابتدائي آخر العام 2013 ..
سورة الانسان Emptyالإثنين 13 مايو 2013, 7:35 pm من طرف mab_eg

» نتيجة الصفين الثاني والثالث الابتدائي آخر العام 2013
سورة الانسان Emptyالسبت 11 مايو 2013, 8:19 pm من طرف mab_eg

» احتفالية نهاية العام 2013 برياض الأطفال
سورة الانسان Emptyالأربعاء 24 أبريل 2013, 2:13 pm من طرف mab_eg

» الأركان في رياض الأطفال
سورة الانسان Emptyالخميس 21 مارس 2013, 10:08 pm من طرف ahmed badr

تصويت
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 583 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو janamedhat فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 4407 مساهمة في هذا المنتدى في 1771 موضوع
الساعة
فيس بوك
المدرسة التجريبية للغات

المدرسة التجريبية للغات


سورة الانسان

4 مشترك

اذهب الى الأسفل

سورة الانسان Empty سورة الانسان

مُساهمة من طرف AHMED ELSAYED الأربعاء 01 ديسمبر 2010, 10:25 pm

السورة في مجموعها هتاف رخي ندي إلى الطاعة، والالتجاء إلى الله، وابتغاء رضاه، وتذكر نعمته، والإحساس بفضله، واتقاء عذابه، واليقظة لابتلائه، وإدراك حكمته في الخلق والإنعام والابتلاء والإملاء...

وهي تبدأ بلمسة رقيقة للقلب البشري : أين كان قبل أن يكون ؟ من الذي أوجده ؟ ومن الذي جعله شيئاً مذكوراً في هذا الوجود ؟ بعد أن لم يكن له ذكر ولا وجود : (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكورا ؟)

تتلوها لمسة أخرى من حقيقة أصله ونشأته، وحكمة الله في خلقه، وتزويده بطاقاته ومداركه : (إنا خلقنا الأنسان من نظفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيرا)


ولمسة ثالثة عن هدايته إلى الطريق، وعونه على الهدى، وتركه بعد ذلك لمصيره الذي يختاره : (إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً)..

وبعد هذه اللمسات الثلاث الموحية، في القلب من تفكير عميق، ونظرة إلى الوراء، ثم نظرة إلى الأمام، ثم التحرج والتدبر عند اختبار الطريق.. بعد هذه اللمسات الثلاث تأخد السورة في الهتاف للإنسان وهو على الطريق لتحذيره من طريق النار.. وترغيبه في طريق الجنة بكل صور الترغيب، وبكل هواتف الراحة والمتاع والنعيم والتكريم : (إنا أعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالأً وسعيرا. إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا، عيناً يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا).

وقبل أن تمضي في عرض صور المتاع ترسم سمات هؤلاء الأبرار في عبارات كلها انعطاف ورقة وجمال وخشوع يناسب ذلك النعيم الهانئ الرغيد : (يوفون بالنذر، ويخافون يوماً كان شره مستطيرا، ويطعمون الطعام - على حبه -مسكيناً ويتيماً وأسيراً. إنما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاء ولا شكورا. : إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريرا)

ثم تعرض جزاء هؤلاء القائمين بالعزائم والتكاليف، الخائفين من اليوم العبوس القمطرير، الخيرين المطعمين على حاجتهم إلى الطعام، يبتغون وجه الله وحده، لايريدوم شكوراً من أحد، إنما يتقون اليوم العبوس القمطرير !

تعرض جزاء هؤلاء الخائفين الوجلين المطعمين المؤثرين. فإذا هو الأمن والرخاء والنعيم الرغيد (فوقاهم الله شر ذلك اليوم، ولقاهم نضرة وسرورا، وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا. متكئين فيها على الأرائك لايرون فيها شمسا ولا زمهريرا. ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا. ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قوارير، قوارير من فضة قدروها تقديرا. ويسقون فيها كأساً كان مزاجها زنجبيلا، عيناً فيها تسمى سلسبيلا. ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤ منثورا. وإذا رأيت ثم رأيت نعيماً وملكاً كبيرا. عليهم ثياب سندس خضر واستبرق، وحلو أساور من فضة وسقاهم ربهم شراباً طهورا. إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا)


فإذا انتهى معرض النعيم اللين الرغيد الهانئ الودود، اتجه الخطاب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -_لثبيته على الدعوة - في وجه الإعراض والكفر والتكذيب - وتوجيه إلى الصبر وانتظار حكم الله في الأمر، والاتصال بربه والاستمداد منه كلما طال الطريق : (إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا. فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثماً أو كفورا. واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا، ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا)..

ثم تذكيرهم باليوم الثقيل الذي لايحسبون حسابه، والذي يخافه الأبرار ويتقونه، والتلويح لهم بهوان أمرهم على الله، الذي خلقهم ومنحهم ماهم فيه من القوة، وهو قادر على الذهاب بهم، والإتيان بقوم آخرين، لولا تفضله عليهم بالبقاء، لتمضي مشيئة الابتلاء. ويلوح لهم في الختام بعاقبة هذا الابتلاء : (إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوماً ثقيلا. نحن خلقناهم وشددنا أسرهم وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا. إن هذه تذكرة فمن شاء اتخد إلى ربه سبيلا. وما تشاءون إلا أن يشاء الله، إن الله كان عليماً حكيما. يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذاباً أليما)..
AHMED ELSAYED
AHMED ELSAYED

عدد المساهمات : 295
العمر : 27
تاريخ التسجيل : 12/11/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سورة الانسان Empty رد: سورة الانسان

مُساهمة من طرف Dina Al-said الجمعة 03 ديسمبر 2010, 8:13 am

بارك الله فيك Smile
Dina Al-said
Dina Al-said

عدد المساهمات : 688
العمر : 27
تاريخ التسجيل : 21/08/2010

بطاقة الشخصية
الاسم: Dina Al-said

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سورة الانسان Empty رد: سورة الانسان

مُساهمة من طرف MISRA MOHMED الجمعة 03 ديسمبر 2010, 10:28 am

( الصفحة الرئيسية - الفهرست )

( آية 1-31 )

76- تفسير سورة الإنسان عدد آياتها 31 ( آية 1-31 )
وهي مكية

{ 1 - 3 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا * إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا }

ذكر الله في هذه السورة الكريمة أول حالة الإنسان ومبتدأها ومتوسطها ومنتهاها.

فذكر أنه مر عليه دهر طويل وهو الذي قبل وجوده، وهو معدوم بل ليس مذكورا.

ثم لما أراد الله تعالى خلقه، خلق [أباه] آدم من طين، ثم جعل نسله متسلسلا { مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ } أي: ماء مهين مستقذر { نَبْتَلِيهِ } بذلك لنعلم هل يرى حاله الأولى ويتفطن لها أم ينساها وتغره نفسه؟

فأنشأه الله، وخلق له القوى الباطنة والظاهرة، كالسمع والبصر، وسائر الأعضاء، فأتمها له وجعلها سالمة يتمكن بها من تحصيل مقاصده.

ثم أرسل إليه الرسل، وأنزل عليه الكتب، وهداه الطريق الموصلة إلى الله ، ورغبه فيها، وأخبره بما له عند الوصول إلى الله.

ثم أخبره بالطريق الموصلة إلى الهلاك، ورهبه منها، وأخبره بما له إذا سلكها، وابتلاه بذلك، فانقسم الناس إلى شاكر لنعمة الله عليه، قائم بما حمله الله من حقوقه، وإلى كفور لنعمة الله عليه، أنعم الله عليه بالنعم الدينية والدنيوية، فردها، وكفر بربه، وسلك الطريق الموصلة إلى الهلاك.

ثم ذكر تعالى حال الفريقين عند الجزاء فقال:

{ 4 - 22 } { إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَا وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا * إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا }

إلى آخر الثواب أي: إنا هيأنا وأرصدنا لمن كفر بالله، وكذب رسله، وتجرأ على المعاصي { سَلَاسِلَ } في نار جهنم، كما قال تعالى: { ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ }.

{ وَأَغْلَالًا } تغل بها أيديهم إلى أعناقهم ويوثقون بها.

{ وَسَعِيرًا } أي: نارا تستعر بها أجسامهم وتحرق بها أبدانهم، { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ } وهذا العذاب دائم لهم أبدا، مخلدون فيه سرمدا.

وأما { الْأَبْرَارِ } وهم الذين برت قلوبهم بما فيها من محبة الله ومعرفته، والأخلاق الجميلة، فبرت جوارحهم ، واستعملوها بأعمال البر أخبر أنهم { يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ } أي: شراب لذيذ من خمر قد مزج بكافور أي: خلط به ليبرده ويكسر حدته، وهذا الكافور [في غاية اللذة] قد سلم من كل مكدر ومنغص، موجود في كافور الدنيا، فإن الآفة الموجودة في الأسماء التي ذكر الله أنها في الجنة وهي في الدنيا تعدم في الآخرة .

كما قال تعالى: { فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ } { وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ } { لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ } { وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ }.

{ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ } أي: ذلك الكأس اللذيذ الذي يشربون به، لا يخافون نفاده، بل له مادة لا تنقطع، وهي عين دائمة الفيضان والجريان، يفجرها عباد الله تفجيرا، أنى شاءوا، وكيف أرادوا، فإن شاءوا صرفوها إلى البساتين الزاهرات، أو إلى الرياض الناضرات، أو بين جوانب القصور والمساكن المزخرفات، أو إلى أي: جهة يرونها من الجهات المونقات.

وقد ذكر جملة من أعمالهم في أول هذه السورة، فقال: { يُوفُونَ بِالنَّذْرِ } أي: بما ألزموا به أنفسهم لله من النذور والمعاهدات، وإذا كانوا يوفون بالنذر، وهو لم يجب عليهم، إلا بإيجابهم على أنفسهم، كان فعلهم وقيامهم بالفروض الأصلية، من باب أولى وأحرى، { وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا } أي: منتشرا فاشيا، فخافوا أن ينالهم شره، فتركوا كل سبب موجب لذلك، { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ } أي: وهم في حال يحبون فيها المال والطعام، لكنهم قدموا محبة الله على محبة نفوسهم، ويتحرون في إطعامهم أولى الناس وأحوجهم { مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا } .

ويقصدون بإنفاقهم وإطعامهم وجه الله تعالى، ويقولون بلسان الحال: { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا } أي: لا جزاء ماليا ولا ثناء قوليا.

{ إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا } أي: شديد الجهمة والشر { قَمْطَرِيرًا } أي: ضنكا ضيقا، { فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ } فلا يحزنهم الفزع الأكبر، وتتلقاهم الملائكة [هذا يومكم الذي كنتم توعدون].

{ وَلَقَّاهُمْ } أي: أكرمهم وأعطاهم { نَضْرَةً } في وجوههم { وَسُرُورًا } في قلوبهم، فجمع لهم بين نعيم الظاهر والباطن { وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا } على طاعة الله، فعملوا ما أمكنهم منها، وعن معاصي الله، فتركوها، وعلى أقدار الله المؤلمة، فلم يتسخطوها، { جَنَّةً } جامعة لكل نعيم، سالمة من كل مكدر ومنغص، { وَحَرِيرًا } كما قال [تعالى:] { وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ } ولعل الله إنما خص الحرير، لأنه لباسهم الظاهر، الدال على حال صاحبه.

{ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ } الاتكاء: التمكن من الجلوس، في حال الرفاهية والطمأنينة [الراحة]، والأرائك هي السرر التي عليها اللباس المزين، { لَا يَرَوْنَ فِيهَا } أي: في الجنة { شَمْسًا } يضرهم حرها { وَلَا زَمْهَرِيرًا } أي: بردا شديدا، بل جميع أوقاتهم في ظل ظليل، لا حر ولا برد، بحيث تلتذ به الأجساد، ولا تتألم من حر ولا برد.

{ وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا } أي: قربت ثمراتها من مريدها تقريبا ينالها، وهو قائم، أو قاعد، أو مضطجع.

ويطاف على أهل الجنة أي: يدور [عليهم] الخدم والولدان { بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا } { قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ } أي: مادتها من فضة، [وهي] على صفاء القوارير، وهذا من أعجب الأشياء، أن تكون الفضة الكثيفة من صفاء جوهرها وطيب معدنها على صفاء القوارير.

{ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا } أي: قدروا الأواني المذكورة على قدر ريهم، لا تزيد ولا تنقص، لأنها لو زادت نقصت لذتها، ولو نقصت لم تف بريهم . ويحتمل أن المراد: قدرها أهل الجنة بنفوسهم بمقدار يوافق لذاتهم، فأتتهم على ما قدروا في خواطرهم.

{ وَيُسْقَوْنَ فِيهَا } أي: في الجنة من كأس، وهو الإناء المملوء من خمر ورحيق، { كَانَ مِزَاجُهَا } أي: خلطها { زَنْجَبِيلًا } ليطيب طعمه وريحه.

{ عَيْنًا فِيهَا } أي: في الجنة، { تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا } سميت بذلك لسلاستها ولذتها وحسنها.

{ وَيَطُوفُ } على أهل الجنة، في طعامهم وشرابهم وخدمتهم.

{ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ } أي: خلقوا من الجنة للبقاء، لا يتغيرون ولا يكبرون، وهم في غاية الحسن، { إِذَا رَأَيْتَهُمْ } منتشرين في خدمتهم { حَسِبْتَهُمْ } من حسنهم { لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا } وهذا من تمام لذة أهل الجنة، أن يكون خدامهم الولدان المخلدون، الذين تسر رؤيتهم، ويدخلون على مساكنهم، آمنين من تبعتهم، ويأتونهم بما يدعون وتطلبه نفوسهم، { وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ } أي: هناك في الجنة، ورمقت ما هم فيه من النعيم { رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا } فتجد الواحد منهم، عنده من القصور والمساكن والغرف المزينة المزخرفة، ما لا يدركه الوصف، ولديه من البساتين الزاهرة، والثمار الدانية، والفواكه اللذيذة، والأنهار الجارية، والرياض المعجبة، والطيور المطربة [المشجية] ما يأخذ بالقلوب، ويفرح النفوس.

وعنده من الزوجات. اللاتي هن في غاية الحسن والإحسان، الجامعات لجمال الظاهر والباطن، الخيرات الحسان، ما يملأ القلب سرورا، ولذة وحبورا، وحوله من الولدان المخلدين، والخدم المؤبدين، ما به تحصل الراحة والطمأنينة، وتتم لذة العيش، وتكمل الغبطة.

ثم علاوة ذلك وأعظمه الفوز برؤية الرب الرحيم، وسماع خطابه، ولذة قربه، والابتهاج برضاه، والخلود الدائم، وتزايد ما هم فيه من النعيم كل وقت وحين، فسبحان الملك المالك، الحق المبين، الذي لا تنفد خزائنه، ولا يقل خيره، فكما لا نهاية لأوصافه فلا نهاية لبره وإحسانه.

{ عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ } أي: قد جللتهم ثياب السندس والإستبرق الأخضران، اللذان هما أجل أنواع الحرير، فالسندس: ما غلظ من الديباج والإستبرق: ما رق منه. { وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ } أي: حلوا في أيديهم أساور الفضة، ذكورهم وإناثهم، وهذا وعد وعدهم الله، وكان وعده مفعولا، لأنه لا أصدق منه قيلا ولا حديثا.

وقوله: { وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا } أي: لا كدر فيه بوجه من الوجوه، مطهرا لما في بطونهم من كل أذى وقذى.

{ إِنَّ هَذَا } الجزاء الجزيل والعطاء الجميل { كَانَ لَكُمْ جَزَاءً } على ما أسلفتموه من الأعمال، { وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا } أي: القليل منه، يجعل الله لكم به من النعيم المقيم ما لا يمكن حصره.

وقوله تعالى لما ذكر نعيم الجنة { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا } فيه الوعد والوعيد وبيان كل ما يحتاجه العباد، وفيه الأمر بالقيام بأوامره وشرائعه أتم القيام، والسعي في تنفيذها، والصبر على ذلك. ولهذا قال: { فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا } أي: اصبر لحكمه القدري، فلا تسخطه، ولحكمه الديني، فامض عليه، ولا يعوقك عنه عائق. { وَلَا تُطِعْ } من المعاندين، الذين يريدون أن يصدوك { آثِمًا } أي: فاعلا إثما ومعصية ولا { كَفُورًا } فإن طاعة الكفار والفجار والفساق، لا بد أن تكون في المعاصي، فلا يأمرون إلا بما تهواه أنفسهم. ولما كان الصبر يساعده القيام بعبادة الله ، والإكثار من ذكره أمره الله بذلك فقال: { وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا } أي: أول النهار وآخره، فدخل في ذلك، الصلوات المكتوبات وما يتبعها من النوافل، والذكر، والتسبيح، والتهليل، والتكبير في هذه الأوقات.



{ وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ } أي: أكثر [له] من السجود، ولا يكون ذلك إلا بالإكثار من الصلاة . { وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا } وقد تقدم تقييد هذا المطلق بقوله: { يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا } الآية [وقوله] { إِنَّ هَؤُلَاءِ } أي: المكذبين لك أيها الرسول بعد ما بينت لهم الآيات، ورغبوا ورهبوا، ومع ذلك، لم يفد فيهم ذلك شيئا، بل لا يزالون يؤثرون، { الْعَاجِلَةَ } ويطمئنون إليها، { وَيَذَرُونَ } أي: يتركون العمل ويهملون { وَرَاءَهُمْ } أي: أمامهم { يَوْمًا ثَقِيلًا } وهو يوم القيامة، الذي مقداره خمسون ألف سنة مما تعدون، وقال تعالى: { يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ } فكأنهم ما خلقوا إلا للدنيا والإقامة فيها.

{ 28 } ثم استدل عليهم وعلى بعثهم بدليل عقلي، وهو دليل الابتداء، فقال: { نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ } أي: أوجدناهم من العدم، { وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ } أي: أحكمنا خلقتهم بالأعصاب، والعروق، والأوتار، والقوى الظاهرة والباطنة، حتى تم الجسم واستكمل، وتمكن من كل ما يريده، فالذي أوجدهم على هذه الحالة، قادر على أن يعيدهم بعد موتهم لجزائهم، والذي نقلهم في هذه الدار إلى هذه الأطوار، لا يليق به أن يتركهم سدى، لا يؤمرون، ولا ينهون، ولا يثابون، ولا يعاقبون، ولهذا قال: { بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا } أي: أنشأناكم للبعث نشأة أخرى، وأعدناكم بأعيانكم، وهم بأنفسهم أمثالهم. { إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ } أي: يتذكر بها المؤمن، فينتفع بما فيها من التخويف والترغيب. { فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا } أي: طريقا موصلا إليه، فالله يبين الحق والهدى، ثم يخير الناس بين الاهتداء بها أو النفور عنها، مع قيام الحجة عليهم ، { وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ } فإن مشيئة الله نافذة، { إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا } فله الحكمة في هداية المهتدي، وإضلال الضال. { يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ } فيختصه بعنايته، ويوفقه لأسباب السعادة ويهديه لطرقها. { وَالظَّالِمِينَ } الذين اختاروا الشقاء على الهدى { أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } [بظلمهم وعدوانهم]. تم تفسير سورة الإنسان - ولله الحمد والمنة


MISRA MOHMED
MISRA MOHMED

عدد المساهمات : 335
العمر : 27
تاريخ التسجيل : 16/06/2010

بطاقة الشخصية
الاسم: ميسرة محمد إبراهيم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سورة الانسان Empty رد: سورة الانسان

مُساهمة من طرف Abdel-rahman الجمعة 03 ديسمبر 2010, 4:57 pm

ميسرة والله ما عرفتك غيرت اسمك
Abdel-rahman
Abdel-rahman

عدد المساهمات : 609
العمر : 28
تاريخ التسجيل : 25/05/2010

بطاقة الشخصية
الاسم: عبد الرحمن سعيد محمود

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى