أثر البيئة في التعليم

من طرف **Dina Al-said** الأربعاء 26 يناير 2011, 11:51 am

يقصد بالبيئة التعليمية البيئة المدرسية وما هو موجود في المدرسة؛ وفي محيطها وإذا أنعمت النظرفي ماهوموجود في المدرسة، تلاحظ وجود ناس،وأدوارإجتماعية ، وتعليمات واتجاهات إيجابية وأنظمة مدرسية، ومهمات، وعلاقات بين من هم موجودون في المدرسة {الطلبة، المعلمون، الإداريون....} تنظمها أدوارهم والأنظمة المدرسية المتبعة .وذالك إضافة إلى المباني والتجهيزات المدرسية.
وابرزمعالم البيئة المدرسية هو وجود الطلبة فيها، وعملية تعلميهم وتعلمهم،وأنشطتهم المنهجية واللامنهجية داخل غرف الصفوف وخارجها، بأعمارهم وصفوفهم المختلفة، والفروق بين طلبة الصف الواحد {الفئة العمرية الواحدة} من حيث خلفياتهم الاجتماعية والاقتصادية وقدراتهم واهتماماتهم وتحصيلهم وصعوبات تعلمهم فالمدرسة مؤسسة اجتماعية فيها طلبة ومعلمون وإداريون ولكل من هذه الفئات وظيفة محددة وللمدرسة تعليماتها وأنظمتها لضمان قيام العاملين فيها بمهامهم ففيها محاسبة وفيها ثواب وعقاب0
وترتبط البيئة المدرسية بالمجتمع الخارجي فهي تعكس قيم المجتمع ومعتقداته وتوقعاته كما تعكس الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وتتصل اتصالا وثيقاً بأولياء أمورالطلبة في المجتمع الخارجي فتنشئ قنوات اتصال بينها وبين أولياء أمورالطلبة مثل مجالس الآباء والمعلمين وإرسال التقاريرعن تقدم الطلبة إلى أولياء الأمور، واللقاءات مع أولياء الأمور للتباحث في مشكلات الطلبة التحصيلية والسلوكية .
وللمجتمع الخارجي حساسية خاصة نحوالمدرسة لأنها تحتضن أطفاله الناشئين الذين يحتاجون إلى الحماية ،والرعاية والتوجيه إضافة إلى تعليمهم.فتوقعاته من المدرسة عالية بوصفها مؤسسة تربوية لتربية النشء وتسامحه معها قليل نسبيا عندما يلاحظ سوءا في سيرها .
والآن كيف يؤثرذلك كله على عملية التعلم والتعليم؟ لعلك تلاحظ أن اتسام العلاقات بين الأطراف بأدوارها المرسومة لها، وسيادة النظام في المدرسة، يؤدي إلى جو صحي يسهل سير عملية التعليم والتعلم وتحقيق أهدافها، وعكس ذلك يعيق هذه العملية ، كما أن التوافق مابين ما يدورفي المدرسة من جهة وقيم المجتمع ومعتقداته وتوقعاته من المدرسة{خاصة توقعات أولياء أمورالطلبة} من جهة أخرى ،يعززعملية التعليم والتعلم وغياب مثل ذلك التوافق ينعكس سلبا على هذه العملية .
وثمة عوامل اجتماعية اقتصادية خارجة عن سيطرة المدرسة وتؤثرسلباً على العملية التعليمية ،التعليمة ومن ذلك الفقروالتفكيرالأسري والاضطراب في السلوك لدى بعض الأسر،فالطلبة يأتون من أسربعضها فقيروبعضها مفكروبعضها مضطرب سلوكيا أوخلقيا وهذه الأمور تعكس سلبا على سلوك الطلبة وتعلمهم في المدرسة 0
طبيعة البيئة التعليمية:
البيئة التعليمية بيئة اجتماعية وعاطفية خلقية فهي ذات طابع اجتماعي،لأن العملية التعليمية ذات توجيه جماعي ،ولأنها عملية تعتمد إلى حد كبيرعلى التفاعل بين أشخاص .إن أول ما يتعلمه الطفل في المدرسة هوالتعايش مع المجموعة وفي هذا الإطار يحدث التعلم ويتم تغيرالسلوك.
والمدارس توفرموردا اجتماعيا لا يوفره تعلم الأفراد فرادى (التعلم الفردي) . والتفاعل بين الأفرادفي المدرسة يوفرخبرات تؤدي إلى نشوء علاقات تعاونية بين الأفراد. ومع أن المدارس وجدت لطلبتها ، إلا أن حضورالطلبة، وفيها آخرون يجعل المدارس ما هي عليه من كونها مؤسسات اجتماعية.
وضمن الثقافة الاجتماعية للمدرسة يمكن ملاحظة مؤشرات اجتماعية تقليدية عديدة (الاحتفالات،فترات الغداء،المكافآت،القواعد والتعليمات،العلاقات الاجتماعية،القيم...) وما يوجد في المجتمع من التناقضات والنزاعات تولد قوة.وهذه القوة يمكن أن تكون إيجابية وتؤدي إلى حل مشكلات وأنشطة مفيدة ويمكن ان تكون مصدراً للتوتر وعدم الانسجام ودورك معلماً، في المستقبل هوتعزيزالتفاعلات والعلاقات الاجتماعية الإيجابية.
والبيئة التعليمية بيئة عاطفية خلقية يتم فيها النموالعاطفي والخلقي للأطفال.إن التربية مهنة ذات صبغة وجدانية إنسانية ،وهي الاهتمام بالآخرين ومساعدتهم .والتفاعل الوثيق بين المعلمين والطلبة يفترض أن يوجد روابط من الثقة والدعم المتبادلين .فيفترض أن تساعد المدرسة الطلبة على تطويراتجاهات إيجابية نحوالذات ونحوالآخرين وتطويرقيم خلقية.وهذا أمرقديم حديث في مهمة المدرسة في تراثنا العربي الإسلامي0
وثمة عودة إلى دعوة المدارس في العالم لتعطي اهتماما كافيا لتنمية شخصية الفرد(عاطفيا وخلقيا) وتسمى التربية المطلوبة في هذا السياق تربية الشخصية فالتعليم رسالة ، ومهما تغير دورالمعلم يبقى هذا التوقع (تربية الأطفال عاطفيا وخلقيا) قائماً.
ومما يشيرإلى دورالمدرسة في دعم النموالعاطفي السليم للأطفال، الاهتمام بالإرشاد النفسي في المدارس وتوجيه الأطفال وإرشادهم نفسيا يعد من الأدوار الحديثة للمعلم.
فالمدارس ليست أماكن لتلقي المعرفة فقط ، وإنما تمتد مسؤوليتها لتساعد الطلبة على التكيف مع مجمتعهم بتنمية اتجاهات إيجابية لديهم نحو مجتمعهم وقيمه ومعتقداته ومؤسساته وإنجازاته، وذلك إضافة إلى تنمية اتجاهات إيجابية نحوالذات ونظرة صحيحة لها، أي الاهتمام بالصحة النفسية للطلبة .وهذا يتطلب منك (معلم مستقبل) أن تطوراتجاهات إيجابية نحوالطلبة ونزعة للاهتمام بهم وبنموهم العاطفي والخلقي إضافة إلى تعليمهم.
لعلك الآن أصبحت على وعي بالبيئة التعليمية وعناصرها وتأثيرها على العملية التعليمية التعلمية فهل تستطيع مستقبلا أن تقوم بدورك معلماً بفعالية إذا كانت أدوار العاملين الآخرين في البيئة المدرسية ينقصها الانسجام والتناغم أوإذا كانت علاقة المدرسة (بما في ذلك أنت المعلم) بالمجتمع الخارجي خاصة أولياء الأموريشوبها التوترأو إذا انعكست التناقضات في المجتمع الخارجي على المدرسة وعملها أو إذا عملت في مدرسة تنقصها التجهيزات والتسهيلات الأساسية اللازمة.
وما دورك في ذلك كله لعلك تعرف أنك تحتاج إلى أن تكون محايدا في حالة وجود خلافات أو تناقضات وأن تعززماهوإيجابية في مثل هذه الحالات وأن تتعامل مع زملائك المعلمين وإدارة المدرسة على أساس مهني وإنساني ليشعروا بأنك تهتم بهم وعلى استعداد دائما لمساعدتهم وذلك إضافة إلى حاجتك إلى التفكيرالكافي وبذل الجهد اللازم في تحضيرك لتعليمهم0

المدرسة التجريبية للغات

أثر البيئة في التعليم

أثر البيئة في التعليم